الرأي نيوز -  أعلن مساء أمس الأربعاء عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد 467 يومًا من العدوان الإسرائيلي على القطاع، حيث سيبدأ تنفيذ الاتفاق يوم الأحد المقبل عبر 3 مراحل زمنية.

وجاء هذا الإعلان بعد قرابة 14 شهرًا من حرب شرسة سافرة أفضت إلى استشهاد الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، بينهم أطفال ونساء، إلى جانب الدمار الكبير الذي ألحقته بالبنية التحتية في جميع مناحي الحياة بالقطاع.

ورحب الأردن بإعلان التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وثمنت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الجهود التي بذلتها جمهورية مصر العربية ودولة قطر الشقيقتين والولايات المتحدة الأمريكية للتوصل للاتفاق، وشددت على ضرورة الالتزام الكامل به.

ودعا نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي إلى إطلاق تحرك دولي فوري لإدخال المساعدات الإنسانية الكافية والمستدامة لمواجهة الكارثة الإنسانية التي سببها العدوان الإسرائيلي على غزة، وإلى إطلاق جهد حقيقي لإعادة إعمار غزة وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق.

وأكد الصفدي أن الأردن وبتوجيه ومتابعة من جلالة الملك عبدالله الثاني سيستمر في تقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة، وإسناد الشعب الفلسطيني الشقيق في سعيه للحصول على كامل حقوقه المشروعة لتحقيق السلام العادل.

ودعا الصفدي إلى تكاتف الجهود لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار والبناء عليه لإيجاد آفاق حقيقية للتوصل إلى حل عادل وشامل يضمن تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران لعام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية على أساس حل الدولتين لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل سبيلاً وحيداً لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي فرضتها الحرب الإسرائيلية، واصل الأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني، دوره الريادي في نصرة القضية الفلسطينية على الصعيدين السياسي والإنساني، فمنذ البداية، ظل الأردن ثابتًا في مواقفه القوية الداعمة للحق الفلسطيني في المحافل الدولية، حيث نقل جلالة الملك مرارًا الرواية والمعاناة الفلسطينية لزعماء العالم وكشف زيف السردية الإسرائيلية، وفضح محاولاتها لتشويه الحق الفلسطيني وقلب الموازين، كما لعب الأردن دورًا هامًا في تأمين المساعدات الإنسانية الإغاثية العاجلة إلى غزة، والتي شملت إرسال المستشفيات الميدانية المجهزة بأحدث المعدات الطبية، إضافة إلى توفير الإمدادات الإنسانية الإغاثية عبر الإنزالات الجوية لتلبية احتياجات المدنيين المحاصرين، وكان آخرها إشراف الملك بنفسه، يوم الثلاثاء الماضي، على تجهيز أكبر قافلة مساعدات إلى غزة، مكونة من 120 شاحنة محملة بالغذاء والدواء، وهي القافلة رقم 140 التي اتجهت إلى القطاع منذ بدء الحرب.

إلى جانب ذلك، استمرت المملكة في العمل العربي والدولي على مدار الساعة لإنهاء الحرب العبثية التي استهدفت الأبرياء في غزة، من خلال التحركات الدبلوماسية التي قادها جلالة الملك في الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والجامعة العربية، إضافة إلى العديد من المنابر الدولية. حيث كان الملك صوت فلسطين في المحافل والمنابر الدولية، مواصلا التأكيد على أن ما يحدث في غزة هو جريمة ضد الإنسانية لم تبدأ أحداثها في 7 تشرين الأول 2023، مطالبًا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في حماية المدنيين ووقف العدوان الإسرائيلي الذي استهدف الأرواح والأرض الفلسطينية، وداعيًا إلى إنهاء الاحتلال المستمر منذ عقود، والذي شكل السبب الرئيسي للحروب المتتالية في المنطقة.

في إطار هذا الصمود البطولي للأهل في القطاع، كانت القيادة الأردنية حاسمة في رفض أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية أو تغيير واقع الأرض من خلال تهجير الفلسطينيين، وهو المخطط الذي كان يروج له البعض في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، وعمل الأردن على إفشاله. ففي كل مناسبة، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي، أكد جلالة الملك أن الأردن لن يسمح بتصفية القضية الفلسطينية على حساب قضايا إقليمية أو تحولات سياسية، مشددًا على أن الفلسطينيين يجب أن يتمتعوا بحقوقهم المشروعة في إقامة دولتهم المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشريف، داعيًا إلى عدم الاكتفاء بما يحدث في القطاع، بل الإنصات إلى المعاناة التي يعانيها الأهل في الضفة الغربية والانتهاكات المستمرة بحق مدينة القدس المحتلة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.

تعد المواقف الثابتة من القيادة الأردنية تجسيدًا لالتزام المملكة العميق والمستمر بدعم القضية الفلسطينية، وهي تعكس الدور المحوري في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين في جميع المحافل الإقليمية والدولية وإرساء السلام العادل في المنطقة، حيث أصبح الأردن، بقيادة الملك، رمزًا للثبات في وجه الضغوطات، وتمسكه بحق الفلسطينيين في الحرية والعدالة.

يشار إلى أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي بدأ في السابع من تشرين الأول 2023، خلف حتى الآن ما يقارب 47 ألف شهيد، وأكثر من 110 آلاف جريح، إضافة إلى آلاف المفقودين، في كارثة إنسانية تعتبر من الأشد في تاريخ المنطقة.